الساسانيون

الساسانيون

226-637 م

اردشير بن بابك بن ساسان 226 – 241 م

ثار هذا القائد الفرسي على الملك القرني ارطبات الخامس وتمكن من ضم بقية الأمراء الفرس الى سلطانه ثم حارب ارطبان وقضى عليه عام 226م فاستحوذ على حكم بلاد فارس، وبعد عامين من نفوذه إلى جميع ايران والعراق ودخل طيسفون وجعلها العاصمة الشتوية للدولة الجديدة الساسانية

اردشير الاول

. وحاول الامراء الفرنيون غير مرة استعادة سلطانهم الا ان اردشير تغلب عليهم جميعا ووطد خلال حكمه النفوذ الفارسي الساساني في الشرق الأوسط ، وكانت بينه وبين الرومان مناوشات متفرقة ثم تولى الحكم بعده ابنه :

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

سابور الأول 241 – 272 م

وهو الملقب بسابور الجند شكل جيشا نظاميا مدربا أحسن تدريب اتجه به أولا نحو الاقطار التي في شرقي ايران ثم صعد شمالا واخضع جميع المقاطعات والأمراء . ثم توجه بعد ذلك الى ملاقاة الرومان في بلاد سوريا فوصل الى انطاكية وتسلم الجزية من القواد الرومان وبعد فترة مصالحة أعاد سابور محاربة الرومان في زمن الامبراطور فاليران وكسب المعركق الكبرى قرب الربا ( اديسا ) وكانت من أشد المعارك الفارسية الرومانية . وفتح انطاكية وغنم عنائم كثيرة وخلد سابور هذا الانتصار في النفوس الجبلية التي حفرها في جبال فارس . ولما عاد الى ايران النقى بجيوش اذينة ملك تدمر العربي وتقع مدينة تدمر في بادية الشام وكانت مراكز القوافل التجارية ومنطقة حيوية بين المعسكر بن الساساني من الشرق والروماني والبيزنطي من الغرب، وكانت تجارتها واسعة جدا وحضارة سكانها . واغلبهم من العرب راقية بدل على ذلك ما تشاهد اليوم من بقايا معابدها الضخمة وأبنيتها المشيدة بالرخام …

و کنن امراؤها موالين للرومان ومنهم أذينة الذي قدم لسابور الهدايا الا ان سابور رفضها فحدث مناوشة بين الطرفين

سنة 265 للميلاد خسر فيها سابور بعض رجاله وقسما من الغنائم التي جلبها معه من انطاكية ، فنال اذينة ملك

تدمر الشهيرة وتقربت اليه الامبراطورية الرومانية ومنحته لقب حاكم الشرق الذي ورثته عنه زوجته الشهيرة زنوبية

أو الزباء العربية التي لعبت دورا هاما في هذه الحقبة من الزمن 270 للميلاد اذ انها حاربت الامبراطورية واستولت

على بلاد الشام والاسكندرية ثم حاربت سابور الساساني حتى وصلت الى حدود طيسفون واشتهرت الزباء بجمالها

وثقافتها وفروسيتها ولكن نهايتها كانت محزنة اذ انتصرت جيوش الامبراطور اورليان عليها فحاصر تدمر عام 272

للميلاد وفتحها وأسر الملكة زنوبية .

كان عهد سابور الساساني عهدا ذهبيا انتشرت فيه العلوم والمعارف والحكمة وذلك لان الملك نفسه كان مولعا

بالعلوم، وظهر في زمنه ماني صاحب المذهب المانوي الايراني . ولعل سابور الجند هذا هو الذي شيد ايوان كسرى

العظيم. وبعد وفاة سابور تتابع الملوك على عرش الدولة الساسانية وكان اغلبهم ضعيفا وحدثت في زمنهم مناوشات مع الرومان. وقد انتشرت آنذاك قبائل عربية في بادية الشام, منهم الغساسنة الذين انتشرا منهم امراء مثل الحارث بن جبلة والمنذر بن الحارث وغيرهما . وقد ازدادت قوة الغساسنة في اطراف الصحراء وانتشرت النصرانية بينهم . وبعد ان انتهت فترة ضعف الدولة الساسانية. تسلم الحكم فيها سابور الثاني وكان قويا حارب الرومان وأخضع بادية الشام الحكمه .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

سابور الثاني 310 – 379 م

وهو الملقب بسابور ذي الاكتاف وقد دام حكمه نحوا من سبعين عاما حارب فيها الرومان وانتصر عليهم في عدة معارك، وكانت أول معاركه القوية ضد الامبراطورية قسطنطين قرب سنجار انتصر فيها عليه واستولى على كثير من الحصون الرومانية والقلاع المنتشرة في الشمال . وكانت الامبراطورية الرومانية قد اعتنقت المسيحية . ثم حارب سابور الثاني الاقاليم الشمالية وضم مملكة كوشانية الى حكمه ثم توسع شرقا نحو بلاد تركستان والصين ونشر فيها الحضارة الفارسية. ولما تولى الامبراطور جوليان العرش الروماني جرد حملة وفيرة العدد قوية الاسطول وتقدم بها نحو الشرق فاتحا نصيبين ومدن القرات ونزل الى بابل وحاصر طيسفون وكان سابور في شغل عنه في المقاطعات الشرقية. ولما علم بمصير عاصمته طيسقون تقدم بسرعة وكانت معركة ضارية قرب جبال حمرين انكسر فيها الرومان وقتل جوليان وتراجع جيشه نحو انطاكية بعد نكبده خسائر فادحة بالارواح . فاستولى سابور الثاني على جميع بلاد الرافدين وعلى القلاع الشمالية في أمد ونصيبين وبلاد ارمينية . وهكذا ظل سلطان الدولة الساسانية قويا على بلاد الشرق الأوسط مادام سابور حيا . وبموته تنازع امراء الاقطاع والنبلاء على الملك فيما بينهم وتسلم الحكم ملوك ضعفاء، وانتشرت آنذاك المسيحية في شمالي بلاد الرافدين وبلاد ارمينية لاسيما في زم نيزدجرد الأول في القرنين الرابع والخامس للميلاد .

واستمر التقهقر السياسي في الدولة الساسانية، وكانت هناك حروب طائفية مذهبية بين المذاهب الايرانية المختلفة كالمانوية والمزدكية والزرادشنية والمسيحية ، وكانت المزدكية قد انتشرت انتشارا واسعا وتعليماتها منتقاة من

المانوية .ومنذ القرن الثالث للميلاد اشتهرت دولة المناذرة اللحمية العربية في الحيرة ولبثت حتى ظهور الاسلام ونقع مدينة الحيرة على مشارف الصحراء غربي الفرات في العراق بالقرب من الكوفة وكانت هذه المدينة في أواخر العهد الغربي مركزا لقبيلة تنوخ العربية. ومن امراتها جذيمة الابرش ثم انتقل الحكم الى الأمير عمر و بن عدي من اسرة اللخميين, ثم الى ابنه امريء القيس، ثم إلى النعمان بن امريء القيس صاحب الخورنق والسدير ، ثم إلى المنذر بن

النعمان 520 للميلاد وهو الملقب ( أبو قابوس ( قتله الفرس وحدثت واقعة ذي قار بالقرب من الناصرية انتصر فيها العرب على الفرس بقيادة هاني بن مسعود الشيباني من بني بكر . حكم في الحيرة نحو من خمسة وعشرين ملكا

عربيا نشروا نفوذهم في أطراف الجزيرة وبادية الشام وكانوا يحاربون الغساسنة والبيزنطيين مساندة للفرس . الا ان

بعض ملوكهم حاول الاستقلال النام. وكان لهذة الدولة شأن عظيم في الصحراء في التجارة ونشر الكتابة والعلوم .

شید ملوكها القصور الفخمة في الحيرة واطرافها وابنتوا الكنائس والديارات لان اهلها كانوا من نصارى العرب وقد ساعدوا اخوانهم العرب المسلمين في فتوحاتهم في العراق والبادية. ومن الحوادث المهمة في هذه الفترة انقسام الامبراطورية الرومانية إلى قسمين القسم الغربي في روما والقسم الشرقي في آسيا الصغرى وعاصمته القسطنطينية

وعرف بالدولة البزنطية، واستمر الوضع مرتبكا في الشرق إلى أن تسلم العرش الساساني :

كسر الأول ( انوشروان ) 531 – 579 م

تغيرت الأوضاع في البلاد وكان مصلحا عادلا حكيما جرى على يديه اصلاحات عامة واسعة في أمور الدولة وادارتها

وماليتها, وجدد بناء طيسفون ( طاق كسرى ( سنة 540 للميلاد كما انه نظم الجيش وفتح انطاكية ثم حارب

البزنطيين في ارمينية . ودام حكمه نحو نصف قرن انتشرت أثناؤه العلوم والمعارف وترجم عن اليونانية والهندية

كتب كثيرة في الطب والعلوم .

وفي زمنه ولد النبي العربي محمد (ص ) في مكة عام 571 للميلاد . وبعد وفاة كسرى انوشروان تولى الحكم ملوك

ضعفاء فساءت أحوال الدولة خلال حكمهم حتى جاء الملك

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •:

كسرى الثاني ( ابرويز ) 590 – 628 ق م

الذي تدرج في اعلاء شأن المملكة وتوطيد دعائمها داخلا وخارجا واستطاع أخيرا الاستيلاء على جميع الاطراف التي

كانت تناوى، الدولة الساسانية. ومن الأمور الجسام التي انجزها هذا الملك العظيم فتحة مصر واستيلاؤه على بلاد

آسيا الصغرى ومحاصرته القسطنطينية ولم بصل أي فاتح ساساني قبله إلى تلك الحدود .

وحدث في عهد ابرويز ان ارسل النبي العربي محمد ( ص ) رسولا يطلب من كسرى الدخول في الدين الاسلامي أما

كسرى فقد تجبر وداخله الغرور وكان بلاطه بزخر بالغواني والابهة وقد فاق فيه البذخ كل حد ، ولكن نشوة انتصارات كسرى لم تدم طويلا بل اعقبها خذلان سريع بسبب تعنته وجبروته حيث وجه اليه ملك بيزنطية الجديد

هرقل ضربة بعد أخرى وطرد الجيوش الساسانية من آسيا الصغرى ونزل الى دجلة وحاصر طيسفون وقتل فيها

الملك كسرى الثاني. وتعاقب على العرش بعده ملوك كثيرون ضعفاء لم يحكم الواحد منهم أكثر من سنة لتدخل

النبلاء ورؤساء الاحزاب فتدهورت المملكة تدهورا سريعا حتى تولى الحكم آخر ملوك ساسان المدعو :

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

يزدجرد الثالث 632 – 651 م

وكان سوء الوضع قد بلغ في زمانه حدا مزريا، وكانت الجيوش العربية المسلمة حينذاك نغزو بلاد سوريا والعراق . وانتصرت في اليرموك على الجيوش البيزنطية وحصرتها بعد ذلك في آسيا الصغرى في القسطنطينية . ووقعت في

العراق واقعة القادسية الشهيرة في حزيران عام ( 16 هـ 1 -6- 637 م ) قرب الحيرة انكسر فيها رستم قائد يزدجرد الساساني فدخل سعد ابن أبي وقاص طيسفون المدائن ) وقضى بذلك على الاحتلال الساساني للعراق . ولاحق الجيش العربي يزدجرد الى ايران فكانت واقعه النهاوند في سنة ( 21 هـ ا 642 م ) التي انكسر فيها الفرس وهرب ملكهم وقتل عام 651 للميلاد وانتهى بذلك الحكم الفارسي الساساني وبدا العهد الاسلامي – العربي في الشرق الأوسط .

الخريطة الساسانية المؤلف الجامعة العربي 2008

طاق كسرى، أحد أكبر الأقواس في العالم القديم من العاصمة الساسانية قطسيفون، على بعد أميال قليلة من العاصمة العراقية الحديثة بغداد. © بيجمان أكبرزاده.
لوحة بها كباش صيد الملك، منتصف القرن الخامس إلى منتصف القرن السادس الميلادي، فضية، مطلية بالزئبق، مرصعة باللون النيلي، متحف المتروبوليتان للفنون

تابعنا

© جميع الحقوق محفوظة - موقع تاريخ العراق