العصر الاسلامي والدولة العباسية

العرب والاسلام

وكان للعرب قبل الاسلام دويلات و امارات في العراق وبلاد الشام. هذا إلى دولهم في الجزيرة العربية – فشيدوا مراكز كثيرة للقوافل التجارية في الصحارى لاسيما في العهد الفرثي والساساني والبيزنطي . وصارت هذه المراكز مدنا كبيرة ذات عمارات فخمة وحصون، وأصبح لها شأن عظيم بسبب موقعها في طريق القوافل والحملات العسكرية بين الاطراف المتناحرة في الشرق الأوسط الفرس من الشرق والرومان والبيزنطيون من الغرب ، وتمازجت الحضارات في هذه المدن الحضارة الفارسية والهيلينية والبزنيطية بحضارة محلية خاصة اضافها سكان هذه المدن واغلبهم من العرب .

وقد نوهنا ببعض هذه المدن والقبائل العربية التي اشتهرت في التاريخ ومنهم الانباط في البتراء، وآل نصرو في الحضر، وعرب تدمر والغساسنة في وادي حوران جنوبي دمشق والمناذرة النتوخيون واللخميون في الحيرة وقد
دام حكمهم حتى الفتح الاسلامي .

وفي عام 571 للميلاد ولد النبي العربي محمد بن عبد الله (ص ) في مكة . ثم هاجر إلى يثرب (المدينة المنورة) سنة 622 للميلاد واعتبرت هذه السنة بداية التاريخ الهجري الاسلامي . ثم سارت الجيوش الإسلامية من الجزيرة العربية نحو العراق وبلاد الشام لمحاربة المحتلين الفرس والبزنطيين . ففي العراق تقدم خالد بن الوليد في عهد أبي بكر الصديق ( رض ) ففتح الحيرة عام ( 12 هـ 1 633 م ) ، ثم تسلم قيادة الجيوش العربية في العراق المثنى بن حارثة الشيباني ومن بعده سعد بن ابي وقاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ) رض ) . والنقى بالجيوش الفارسية في معركة القادسية الى الجنوب الغربي من الكوفة فانهزم الفرس بعد مقتل قائدهم رستم ودخل العرب المدين ” طيسفون ” عاصمة الفرس الساسانيين في العراق في عام ( 16 هـ 1 637 م ) فهرب منها آخر ملوك الساسانيين يزدجرد الى بلاد فارس واغنيل هناك عام 651 للميلاد وانتهى بذلك الاحتلال الساساني للعراق وبدأ العهد العربي الاسلامي .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

الخلفاء الراشدون 11 – 40 هـ ا 632 – 661 م

16 638 تم في عهد الخلفاء الراشدين فتح العراق وتثبيت دعائم الاسلام ونشره في ما جاوره وأسس العرب مدينة البصرة سنة ) ها 637 م ) ومدينة الكوفة قرب الحيرة سنة ( 17 م ) والموصل ، وسرعان ما اتسعت هذه المدن حتى أصبحت مراكز للحضارة الإسلامية امتدت بنفوذها شرقا الى ايران وأواسط آسيا والهند .

وكان آخر الخلفاء الراشدين الامام على بن أبي طالب ( علية السلام ) قد سكن العراق سنه ( 36 هـ ) 657 م ) واستشهد في الكوفة عام ( 40 هـ ا 661 م )

اختيارُ الامام علي (عليهِ السَّلام) الكوفة عاصمةُ الخلافةِ

  الذي يعرف حق الإمامة ومقتضياتها لا يظن ولا يشك بأن أالامام علي (عليه السلام) عندما اختار الكوفة عاصمة للخلافة لم يكن اختيارها أمراً عفوياً، جاء على سبيل الصدفة والارتجال، بل جاء نتيجة ملاحظة أمور مهمة، اقتضت ترجيح الكوفة على المدينة، وعلى غيرها من البلاد، خصوصاً بعد بيان أمير المؤمنين (عليه السلام) رأيه وموقفه من أهلها مخاطبا أهل الكوفة عند مسيره الى صفين : (يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ إِخْوَانِي وَأَنْصَارِي وَأَعْوَانِي عَلَى الْحَقِّ، وَأَصْحَابِي إِلَى جِهَادِ الْمُحِلِّينَ، بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَأَرْجُو تَمَامَ طَاعَةِ الْمُقْبِلِ). 

ومن ثم انتقل الحكم بصورة غير شرعية إلى الأمويين في الشام

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •.

الأمويون 41 – 132م) 661 – 750 م

خضع العراق للحكم الأموي الذي كان مركزه بلاد الشام وفي زمن عبد الملك بن مروان شيد والي الأمويين على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي مدينة واسط على دجلة سنة ( 83 هـ 1 703 م ) . وحصلت في فترة حكم الامويين حادثة الطف او معركة كربلاء

(10 محرم 61 هـ الموافق 12/10/680م )
شهد التاريخ في كربلاء واقعة مروعة تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي شهدها العالم ، ألا وهي حادثة الطف (عاشوراء) التي وقعت بين قوى الخير والشرعية المتمثلة بحفيد النبي محمد ( ص ) الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) وأهل بيته واصحابه المعدودين ، وبين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام سنة 61هـ (680م ) وأستشهد في هذة الواقعة المؤلمة الامام الحسين وأهل بيتة واصحابة عليهم السلام وكانت نقطة تحول كبيرة في التاريخ الاسلامي

وبانتهاء الحكم الأموي في الشام قامت الدولة العباسية في العراق.

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • 

العباسيون 132 – 656 م 750 – 1258 م

أسس الدولة العباسية في العراق أبو العباس عبد الله السفاح سنة ( 132 – 136 هـ 1 750 – 754 م ) .

بويع له في الكوفة وحارب الجيوش الأموية على الزاب الكبير ثم فتح واسط واستولى بعد ذلك على بلاد الشام فاستقر له الحكم . واتخذ السفاح مدينة الانبار على الفرات الاوسط عاصمة له . ثم تبعه في الحكم سبعة وثلاثون خليفة دام حكمهم زهاء 524 سنة وقد قسمت فترة حكمهم إلى خمسة عهود وذلك بالنسبة الى نفوذ الخلفاء أو
تسلط الأمراء الاجانب عليهم من فرس وترك ومغول .

أبو جعفر المنصور 136 – 158 هـاً 754 – 775 م

ثاني خلفاء بني العباس، وطد دعائم الحكم العباسي وتمكن من القضاء على أبي مسلم الخراساني أقوى خصومه ومنافسيه . ومن أشهر أعماله انه أنشأ مدينة بغداد في سنة ) 145 هـ 1 762 م ) وعرفت حينذاك بالمدينة المدورة.

المهدي بن المنصور 158 – 169 هـ ) 775 – 785 م

كان عهده مستقرا سياسيا و اداريا سوى ما حدث في زمنه من فتن صغيرة متفرقة قضى عليها وأبدى نشاطا في ارسال

الحملات ضد البيزنطيين . ثم بويع بعد وفاته لابنه الهادي ثم تولى الخلافة :

هارون الرشيد بن المهدي 193170 هـ 1 786 – 809 . م

الرشيد أوسع الخلفاء العباسيين شهرة ، قرب اليه العلماء والادباء والشعراء وأغدق عليهم المال وتطورت الحالة الاجتماعية فظهر البذخ في قصور بغداد والمدن الأخرى وفي زمنه حدثت قضية البرامكة . وقد قمع بعض الفتن التي قامت في الاقطار البعيدة واستطاع الحفاظ بها رغم الفتن الخارجية والداخلية وحارب البيزنطيين وقصته مع شالمان ملك فرنسا وتبادل الوفد معه الهدايا وحدث في حكمة استشهاد الامام موسى الكاظم علية السلام اتفق الكثير من المؤرخون أن الإمام لم يمت حتف أنفه، وإنما توفي مسموماً، وإن هارون الرشيد هو الذي أوعز في دسّ السم واغتياله، لكنهم اختلفوا فيمن تولّى ذلك.وبعد وفاته تولى

الخلافة الأمين وحدت فتنة وبين أخيه المأمون انتهت بمقتل الأمين وتولية :

المأمون بن الرشيد 198 – 218 هـ ا 813 – 833 م

أصبح المأمون من الخلفاء العظام في العهد العباسي وكان حكيما مولعا بالآداب والعلوم وقديرا . وبقى فترة من حكمه في مرو في خراسان ونشبت حروب وفتن في أطراف الدولة فتغلبت النزعة الفارسية في الحكم ثم انتقل المأمون إلى بغداد سنة ( 204 هـ ا 819 م ) وواضطر لقمع عدة فتن داخلية وخارجية وكان شديدا في حروبه مع

البيزنطيين وشهدت بغداد في عهده عصرا راقيا من الوجهة العلمية والعمارة والفنون .

المعتصم بالله بن الرشيد 218 – 227 هـ ) 833 – 842 م

كان المعتصم من الخلفاء الاشداء في العهد العباسي استخدم الاتراك في جيشه وجعل اعتماده عليهم . قضى على حركة بابك في اذربيجان وقمع الفتن المختلفة وأخيرا حارب البيزنطيين وتغلب عليهم في معارك كثيرة انتقل بجيشه إلى عاصمة جديدة ابنتاها على نحو 120 كم من شمال بغداد على دجلة عرفت : ( سر من رأى ) سامراء وذلك في سنة ( 221 هـ 1 836 م ) وجمع المعتصم لبناء عاصمته الجديدة الصناع والبنائين وأهل الفن لتكون أجمل المدن المعمورة ، وتتم بقايا قصورها ومساجدها على جمالها وضخامتها واشتهر منها المسجد الجامع ومنذنته الملوية، وجامع ابي دلف وقصور فخمة في أطراف سامراء وداخلها .

وفي أواخر حكم المعتصم ظهرت نتائج ضعفه السياسي اذ بدأ الانحلال السياسي يدب في هيكل الدولة
العباسية ، وينتهي العهد العباسي الأول بالخليفة التاسع الواثق بالله سنة ( 232 هـ 1 847 م ) .

حكم في سامراء ثمانية خلفاء تركوا وراءهم فيها عمارات ومساجد عظيمة ، ثم أعاد الخليفة المعتمد على الله الخلافة

إلى العاصمة بغداد في حدود عام ( 276 هـ 1 889 م ) .

وحل الضعف في الخلافة العباسية فبدأ ما يسمى بالعهد الثاني وحكم فيه اثنا عشر خليفة منذ تولي المتوكل على الله سنة ( 232 ها 847 هـ ) . وكان الخليفة خلال هذه الفترة ضعيفا ويحكم البلاد امراء من الفرس أو الاتراك وكان نفوذ الاتراك قويا في هذا العهد . كما ان الدولة الطولونية كانت تحكم في مصر حينذاك . وفي زمن المستكفي بالله استولى معز الدولة أحمد بن بويه على بغداد سنة ( 334 هـ ا 946 م ) وأسس الحكم البويهي .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

عهد البويهيين 334 – 467 مـاً 946 – 1075 م

البوبهيون، وأصلهم فارسي ساساني من بلاد الديلم حكموا البلاد باسم الخلفاء العباسيين المقيمين في بغداد وعرفت هذه الفترة بالعهد العباسي الثالث حكم فيه خمسة خلفاء عباسيين, وكان عضد الدولة أقدر البويهيين الذين حكموا العراق . ولما ضاف الخليفة القائم بأمر الله في أواخر حكمه سنة ( 467 هـ ا 1075 م ) ذرعا بفتنة البساسيري استجد : ( طغرل بك السلجوقي ( الذي جاء مما وراء النهر وبسط سلطانه على ايران ثم دخل بغداد وانتهى العهد

البويهي في العراق وأسس العهد السلجوقي .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

عهد السلاجقة 467 – 575هـ) 1075 – 1180 م

وهو ما يعرف بالعهد الرابع العباسي شهد العراق خلال هذا الحكم نهضة عمرانية واسعة وكان الأمراء السلاجقة وهم قوم من الترك وأصلهم من قبائل الغز في سهول باكستان يحكمون باسم الخلفاء العباسيين وكانوا يعزلون الخليفة أو يقتلونه ويقيمون غيره مكانه. واشتهر من السلاجقة ألب أرسلان وملكشاه وتقدمت الدولة في زمنيهما و توسعت ، كما حاول الفاطميون في هذا الدور أن يبسطوا نفوذهم على العراق . وقد نشبت الحروب الصليبية حينذاك . أما في الموصل فقد حدثت فتن كثيرة فأعطى السلطان محمود السلجوقي في عهد الخليفة المسترشد بالله العباسي ولاية الموصل وأطرافها إلى المملوك عماد الدين زنكي ( أتابك ( الذي تمكن من توطيد الحكم واستقراره

في الشمال وتأسيس العهد الانابكي في الموصل تحت سلطة السلاجقة والخلافة العباسية .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

1261 – 1126 عهد الأتابكة 520- 660 هـاً م

ومعنى أتابك ” أبو الأمير ” أي من كان يربي الامراء السلاجقة وبعلمهم . أسس هذا العهد في الموصل عماد الدين

زنكي بن قسيم الدولة آق سنقر الحاجب التركي الاصل ( 520 – 541 هـ ا 1126 – 1146 م ) قام هذا با صلاحات كثيرة وتبعه ابنه سيف الدين الذي اهتم بتقوية الجيش وتولى بعد ذلك حكام من الانابكة بينهم من كان سيء السيرة ومنهم من قام بأعمل مجيدة في التعمير والاصلاح، وفي هذه الفترة من الزمن ظهر صلاح الدين الأيوبي . ولد في تكريت في العراق وأرسل في حملة الى مصر على عهد الخليفة العباسي المستضي، بأمر الله سنة ( 571 هـا

1175م ) . فتمكن من تثبيت الخلافة العباسية في مصر وسوريا والحجاز والمغرب، وحارب الصليبيين وانتصر عليهم في معركة حطيين سنة 1187 للميلاد وفتح القدس . وفي زمن القاهر عز الدين سابع حكام الأنابكة ظهر

المملوك بدر الدين لؤلؤ وكان يقوم بأعمال ادارية في الدولة وبربي أولاد الملك, وبعد وفاة القاهر أساء بدر الدين لؤلؤ معاملة أولاد القاهر وأقاربه وقضى عليهم الواحد بعد الآخر واستأثر بالحكم لنفسه واستطاع بنودده للسلاجقة ولخليفة بغداد المستنصر بالله العباسي أن يحصل على لقب ملك الموصل وشارانه وذلك في سنة ( 631 هـ ) 1234 م ) . شيد بدر الدين لؤلؤ في الموصل مباني كثيرة ومشاهد عظيمة لم يشهد الفن الاسلامي مثلها فقد كانت ريازتها ونقوشها وكتاباتها بالرخام أو الجص أو الخشب من أجمل ما ترك هذا الملك من آثار قائمة حتى اليوم في الموصل . وحكم زمنات طويلا الى سقوط بغداد بيد هولاكو وتوفى بعدها بقليل ثم حكم ابنه ركن الدين

اسماعيل ( 660 هـ ا 1261 م ) وانتهى بذلك حكم الأتابكة .

أما في بغداد فقد ضاق الخلفاء العباسيون ذرعا من قسوة السلاجقة واستبدادهم بالحكم، فلم يكن للخلفاء حينذاك

سوى الاسم فاستنجد الخليفة الناصر لدين الله ( 575 هـ ا 1180 م ) .

وكان عهده عهد نهضة وتعمير بالمغولي جنكيز خان . واستمرت هذه الحال، وتعرف بالعهد العباسي الخامس، حكم خلالها أربعة خلفاء ومنهم المستصر بالله الذي شيد المدرسة المستنصرية في بغداد، إلى أن استولى التتر على العراق ودخل هولاكو, حفيد جنكيز خان بغداد في ( 4 صفر 656 هـا 20 شباط 1258 م ) في زمن المستعصم بالله قدمرها وأعمل السيف برقاب أهلها، وانتهى بذلك عهد الخلافة العباسية وتأسست الدولة الايلخانية

.

ولكننا لن ننسى أن تذكر ان العراق بالرغم من تقلب السلطة من يد أجنبية أخرى قد ظل طوال العصر العباسي موطن العلم والفن والادب حاملا مشعل الحضارة العالمية للاجيال القادمة بستهوي رجال العلم من كل حدب وصوب ويشع منيرا بأرائهم إلى أقصي الأرض وأدانيها . ولكن منذ سقوط الدولة العباسية واستيلاء هولاكو المغولي الايلخاني على بغداد. تأخر العراق واضطربت أحواله السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والزراعية . وتعادى هذا الانحطاط في أيام الدول الاجنبية التي حكمت العراق، كالدولة الايلخانية والجلايرية والتركمان والفرس الصفويين والعثمانيين إلى أن نشبت الحرب العالمية الأولى فشكلت أول حكومة وطنية عراقية سنة 192

للميلاد . وسنوجز فيما يأتي حوادث هذه الفترة المظلمة من تاريخ العراق :

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

الدولة الأبلخانية 656 – 738هـ) 1258 – 1338 م

قامت الدولة الابلخانية المغولية – الفارسية في العراق بعد أن فتح هولاكو بن تولي خان المعروف بابلخان, بغداد وخربها سنة ( 656 هـ ) 1258م ) وعين عليها واليا واستمر هو بالفتوحات غربا . وبعد وفاته سنة ( 663 ها 1265 م ) تولى الحكم ابنه اباقا خان الذي قام بإصلاحات وأعاد بناء جامع الخلفاء ومنارة سوق الغزل ( 678 هـ) 1279 م ) وعين ولاية العراق عامله علاء الدين الجنوبئي وكان النتر قد دخلوا الإسلام وأولهم السلطان أحمد خان ( نكدارخان بن هولاكو ) سنة ( 681 – 683 هـ 1 1282 – 1284 م ) . ولم تستقر الأوضاع

السياسية في العراق وكانت الفتن والمنازعات مستمرة بين الولاة والأمراء فثار أرغون بن اباقا خان سنة ( 683 هـ ) 1284 م ) وقتل ثم قام ملوك آخرون ساءت أحوال الدولة في زمنهم حتى قضى الشيخ حسن الجلابري على آخر الأمراء الايلخانيين سنة ( 738 هـ ) 1338 م ) بعد أن حكموا ثمانين عاما في العراق وتأسست بذلك الدولة الجلائرية .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

الدولة الجلائرية 738 – 813 هـ) 1338 – 1410 م

أسس الدولة الجلائرية الشيخ حسن الجلائري ( الجلائري ( المغولي الأصل قادما من فارس والانضول وفتح بغداد سنة ( 738 هـ 1 1338 م ) فاستقرت الأمور في العراق ولما توفي سنه ( 757 هـ 1356 م ) تولى الحكم بعده ابنه السلطان معز الدين أويس . عين مملوكه أمين الدين مرجان واليا على العراق وهو الذي شيد المدرسة المرجانية ( جامع مرجان ) سنة ( 760 هـ 1 1359م ) ووقف عليها ربع خان مرجان ( خان الارطمة ) الذي صار اليوم متحفا للآثار العربية، ولم يستقر الحكم في العراق بعد وفاة معز الدين اويس بل قامت الفتن والمنازعات بين أولاده إلى أن قدم نيمورلنك من تركستان وفتح بغداد عام ( 795 هـ 1 1393 م ) أول مرة في زمن ملكها أحمد بن معز الدين أويس فأعمل فيها حرقا وتخريبا، فهرب أحمد بن أويس الى مصر مستجيرا بسلطانها الملك الظاهر برقوق وعاد أحمد بن أويس بجيش عرمرم استرد به بغداد ولكن تيمورلنك لم يمهله اذ رجع وفتح بغداد ثانية وهرب أحمد بن أويس إلى بلاد الروم وعاد واسترجع بغداد وفتحها عام ( 804هـ 1 1401 م ) وأعاد تمثيل فضائعه في أهالي بغداد فهرب أحمد معز الدين بن أويس الى حلب الشام الا انه رجع مجددا إلى بغداد بعد سنتين واختلف مع قره يوسف التركماني فهرب الى مصر وبقى

قره يوسف في بغداد الى أن دخلتها مجددا جيوش تيمورلنك فهرب قره يوسف الى مصر أيضا .

وفي هذا العهد غرفت بغداد عدة مرات وحدثت طواعين أهلكت أكثر أهاليها . وأخيرا توفى تيمورلنك سنة ) 807 هـ 1 1404 م ) واستمرت المنازعات على حكم العراق من أذربيجان وتبريز إلى ان تمكن قره يوسف من فتح تبريز والقبض على السلطان أحمد الجلابري وأجبره على التنازل عن الحكم ثم قتله وهكذا قضى قره يوسف

على الدولة الجلائرية سنة ( 813 هـ ) 1410 م ) وأسس الدولة التركمانية .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

دولتا الخروف الأسود والحروف الأبيض

قره قوینلو، آق قويتلو 813 – 914 هـ) 1410 – 1508 م

أسس دولة الحروف الاسود قره يوسف التركماني بعد أن قتل أحمد معز الدين بن أويس الجلابري سنة ( 813 هـ) 1410 م ) في تبريز . ثم تولى الحكم بعده ملوك وامراء ومنهم جهان شاه كانت المنازعات بينهم شديدة قاسي العراقيون خلالها من العذاب والأهوال .ثم استولى السلطان من الطويل التركماني من ديار بكر على السلطة وأقام دولة الخروف الأبيض سنة ( 874 هـ ) 1470 م ) . وبعده استمرت المنازعات أيضا بين أولاده والأمراء الآخرين حتى جاه الشاه اسماعيل الصفوي الايراني واستولى على المنطقة الشمالية كلها ثم فتح بغداد عام ( 914 هـ ا 1508م ) وأسس الدولة الصفوية الكبرى .

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •

الدولة الصفوية في العراق 914 – 941 هـ ) 1508 – 1534 م

أسس الدولة الصفوية اسماعيل بن جنيد ابن الشيخ صفي الدين الاردبيلي سنة ( 914 هـ ا 1508 م ) وبعد اسماعيل الصفوي من كبار المنصوفة في أيامه، ولما توفي سنة ( 930 هـ 1 1523 م ) تولى الحكم بعده ابنه طهماسب الأول وبدأت الفتن والمنازعات فثار عليه الأمير ذو الفقار الذي استنجد بالسلطان سليمان القانوني ولكن طهماسب تغلب على ذي الفقار وقتله فأغاض ذلك العمل سليمان القانوني فأرسل قائده ابراهيم باشا بجيش عثماني كبير به بغداد سنة ( 941 هـ 1 1534 م ) ، وزار سليمان القانوني بغداد ومناطق أخرى من العراق وقام با صلاحات مختلفة . الا ان المنازعات بين الولاة الاتراك كانت مستمرة وشديدة وهذا ما يعرف بفترة الانتقال التي قاسي منها العراقيون كثيرا من الأذى ، وأخيرا استتجد الصوباشي ( بكر ( رئيس الشرطة بالشاه عباس الصفوي الذي بعث بجيشه وفتح بغداد سنة ( 1033 هـ 1 1623م ) . ثم تبعه ملوك آخرون وكانت الدولة العثمانية بعد. العدة لاسترجاع العراق فجهز السلطان مراد الرابع جيشا كبيرا سنة ( 1047 هـ 1 1637 م ) وسار به نحو الموصل وفتحها ثم سار نحو كركوك وأربيل والسليمانية ودخل بعد ذلك بغداد في نهاية عام ( 1049 هـ ) 1639 م ) فأسس العهد العثماني الثاني في العراق . وما زال المدافع المعرف اليوم بـ ( طوب أبو خزامة ) الذي دخل به السلطان مراد بغداد موجودا في ساحة الميدان قرب وزارة القاع في بغداد

• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •.

1917 – 1639 الدولة العثمانية في العراق 1049 – 1335 هـ

أسس الدولة العثمانية في الاناضول، الأمير عثمان غاري بن ارطغرل سنة ( 699 هـ 1 1270 م ) ، بلغ عدد سلاطين هذه الدولة 37 سلطانا، وسع الأولون منهم رقعة مملكتهم إلى القسم الغربي من آسيا الصغرى ، وحاربوا البيزنطيين حتى تمكن السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح من فتح القسطنطينية عام 1453 للميلاد . ثم فتحوا بعض مدن البلقان وامتد نفوذهم إلى العراق وجميع بلدان الشرق الأوسط وشمالي افريقية .

وقد ذكرنا بعض حروب العثمانيين مع الفرس الصفوبين، فالسلطان سليم الأول قضى على حكم الصفويين في شمالي

العراق كما قضى على حكم المماليك في بلاد الشام ومصر . وابنه سليمان القانوني فتح بغداد سنة ( 941 هـ ) 1534 م ) وهذا هو العهد العثماني الأول في العراق – استولى الصفويون. في زمن الشاه عباس, مرة أخرى على

بغداد . الا انه في زمن السلطان مراد الرابع استعاد العثمانيون العراق فدخل مراد الرابع بغداد في نهاية عام )

1049 هـ ا 1639 م ) وهو العهد العثماني الثاني، وقد عين أول وال عثماني على العراق وثبت حكم العثمانيين

فيه فاستمر نحوا من أربعمائة سنة من زمن سليمان القانوني حتى سقوط بغداد بيد الجيش البريطاني في عام 1917

للميلاد .وكان الولاة العثمانيون خلال ذلك في فتن مستمرة، ومرت بالبلاد فترات عصيبة . وحدث أن حكم العراق ولاة من المماليك منذ سنة ( 1165 هـ 1751م ) وكانوا يحكمون باسم السلطان العثماني الا ان سلطتهم كانت مستقلة, اشتهر منهم سليمان باشا وغيره وكان آخرهم داود باشا وهو ذو نفوذ قوي حمل السلطان العثماني محمود الثاني على أن يرسل جيشا قويا إلى العراق لعزله. وكانت بغداد آنذاك منكوبة بالفيضانات والطاعون فاستسلم داود باشا سنة ( 1247هـا 1831م ) وانتهى بذلك عهد المماليك وعاد الحكم في العراق الى العثمانيين مباشرة وعينوا الولاة الاتراك الموالين للدولة العثمانية . الا ان المنازعات والفتن استمرت لاسيما بين الوالي وأغا الانكشارية والعشائر العربية، ولم يكن للسلطان العثماني سيطرة لبعد مقره عنهم في الاسنانة. وتدخلت الول الاجنبية في أمور الدولة العثمانية عن طريق النجارة وغيرها حتى جاء مدحت باشا ( 1285 هـ 1 1869 م ) الذي انصرف الى الاعمار وفتح المعاهد والمصانع واسكان العشائر, وكان عهد ولابته قصيرا جدا ولكنه من ألمع الفترات ..وبعد حكم السلطان عبد الحميد الثاني أرسل إلى العراق الوالي ناظم باشا سنة ( 1317 هـ 1 1910 م ) وقام هذا باصلاحات جديدة في العراق لاسيما في بغداد . ثم حدثت الحرب العالمية الأولى سنة ( 1333 هـ 1 1914 م ) وأصبح العراق ميدانا الحرب دامية فدخلت الجيوش البريطانية بغداد في شهر آذار عام 1917 للميلاد ثم الموصل في عام 1918 للميلاد . ثم قامت الثورة الوطنية العراقية في 13 شوال 1338 هـ 1 30 حزيران 1920م وأخيرا نال العراق استقلاله وتشكلت أول حكومة عراقية في 18 ذي الحجة 1339 هـ ) 23 آب 1921

المصدر الدكتور فرج بمصجي كتاب كنوز المتحف العراقي

Leave a comment

تابعنا

© جميع الحقوق محفوظة - موقع تاريخ العراق