اكتشافات اور

عندما تأسست مدينة أور، كان منسوب المياه في خليج سومر أعلى بمقدار مترين ونصف المتر مما هو عليه اليوم. ولذلك يُعتقد أن أور كانت محاطة بالمستنقعات؛ كان من الممكن أن يكون الري غير ضروري، ومن المحتمل أن القنوات الواضحة في المدينة كانت تستخدم للنقل. ربما كانت الأسماك والطيور والدرنات والقصب قد دعمت أور اقتصاديًا

شمال غرب أور.

مدينة أور كانت مدينة مسكونة منذ فترة العبيد حيث كانت القرى عبارة عن مستوطنات زراعية، ولكنها أصبحت مستوطنة كبيرة مع حاجة هذه المدن إلى مستوى أعلى من حيث السيطرة على الري في أوقات الجفاف، وفي الفترة 2600 قبل الميلاد. وخلال حكم السلالة الثالثة في الفترة المبكرة ازدهرت أور من جديد، وأصبحت المدينة المقدسة للآلهة إنّيانا، وفي النهاية سيطر ملوك مملكة أور على الدولة السومرية. وهي موطن النبي إبراهيم.

تنقيبات اور

حصّن أهل سومر مدينة أور وجعلوها عاصمة لدولتهم، وبنوا فيها مباني دائمة من الطوب المحروق، كما بنوا المعابد لآلهتهم والتي تعبر عن رفاهية المدينة، وكان للمدينة ميناء للتجارة، وسكانها يقسم إلى قسمين: قسم يسكن المدينة والثاني عبيد أو خدم يفلحون الأرض ويعيشون في القرى الريفية المحيطة بها، وتقدمت مهنتي التجارة والصناعة ثم أصبحت أور المدينة العاصمة مدينة قيادية في المملكة السومرية.

هيمنت الزقورة أو برج المعبد المدرج على السهل المحيط بأور، كان ارتفاعها الأصلي سبعين قدماً، تعد زقورة أور التي قام ببناها الملك أورنمو 2100 قبل الميلاد من أشهر الزقورات في بلاد الرافدين، جاءت الزقورة مخصصة لعبادة آلهة القمر (إنّيانا) فقد كانت من أكثر الزقورات شهرة والأكثر مقاومة وصموداً أمام الزمن وآثارها ما زالت شامخة إلى يومنا هذا.

تماثيل الأسس

يعود أول هذه التماثيل وأقدمها إلى عصر فجر السلالات الثاني 2600 – 2500 قبل الميلاد وتعد بلاد سومر موطنها الأصلي الأول، وقد بينت التنقيبات التي جرت في العراق أن تماثيل الأسس السومرية الأولى قد وضعت في أسس المعابد وذلك تحت الزوايا الأربعة للمعبد وتحت المداخل ودكة المحراب. والجدير بالذكر أن إيداع التماثيل لم يقتصر على المعابد فقط بل نرى ذلك يتعدى إلى القصور الملكية في عهد ملك أور شولجي (2030 – 1980) قبل الميلاد. صنعت هذه التماثيل من البرونز في الدرجة الأولى، وصنعت بعض التماثيل من الخشب أو الحجر أو الفخار. إن تماثيل الأسس قد بلغت القمة من حيث التنوع ودقة النحت في العصر السومري الحديث كما ازدادت المنطقة استعمالها واتسعت اتساعاً كبيراً، لقد ظهر نوع جديد من تماثيل الأسس في عصر أور السلالة الثالثة (2100- 1950) قبل الميلاد هو تمثال الملك الذي يحمل فوق رأسه سلة أو طاسة مواد البناء ويقف فوق قاعدة تنتهي بشكل مسمار قصير وقد نحت جسم التمثال نحتا مدورا كاملا. وكان ظهور هذا النوع من تماثيل الأسس لأول مرة في مدينة لكش. ومن العصر السومري

اشتهر موقع أور سنة 1922 حين أجرى السير ليونارد وولي تنقيباته في الأطلال فاكتشف المقبرة الملكية ومجمعاً واسعاً من المقابر أطلق عليه تسمية “حفرة الموت العظمى” إضافة إلى ما اعتبره هو الاكتشاف الأهم، وهو آثار الطوفان الذي تحدثت عنه الكتب المقدسة.

كانت التنقيبات الأثرية الحاسمة في أطلال أور هي التي تمت بين سنتي 1922-1934 على يد السير ليونارد وولي الذي عمل نيابة عن المتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا.

كانت حفرة الموت العظمى – كما أسماها وولي – أكبر القبور التي اكتشفها وقد وجد فيها ستة حراس مدججين بالسلاح وست وثمانين خادمة، ارتدين أشرطة من الذهب والفضة جمعن بها شعورهن ما عدا واحدة منهن كانت ما تزال تحمل بين يديها شريطها الفضي الملتف الذي لم تستطع ربطه قبل أن تسقط بتأثير الجرعة المنوِّمة التي حملتها دون ألم إلى العالم الآخر برفقة سيدتها.

عثر وولي أيضاً على راية أور الملكية التي خلدت ذكرى انتصار المدينة على اعدائها في الحرب والاحتفالات التي استمتع بها شعبها في السلم.

.

ليونارد وولي مع رئيس العمال حمودي بن ابراهيم اثناء تنقيبات البعثة البريطانية في اور 1926

بدء التنقيب في المقبرة الملكية بأور اسفل الطبقة البابلية الحديثة 1924

اثناء التنقيب في المقبرة الملكية في اور – البعثة البريطانية 1925

Leave a comment

تابعنا

© جميع الحقوق محفوظة - موقع تاريخ العراق