الفرثيون

من 250 ق م في ايران ومن 139 ق م الى 226 ب م في العراق

ظهر الفرثيون في شمالي بلاد ايران و كانوا من الأقوام الآرية التي توغلت جنوبا ثم غربا وحارب مؤسس هذه

الدولة المدعو ارشاق عام 250 ق م السلوقيين في ايران وطردهم منها واستقل فيها وسكن في العاصمة اكبنانا ثم

أعقبه أخوه وغيره من الملوك وكانت أسماءهم في الغالب أفرهاط او ارطبان وكانوا في حروب مستمرة ضد

السلوقيين حتى زمن منربدات الأول ( 170 – 138 ق م ) الذي دخل العراق سنة 139 ق م في زمن انطيوخس

السابع وقضى على حكم السلوقيين في العراق ، وجعل سلوقية عاصمة لهم في الشتاء كما انهم وسعوا المدينة الى الجانب الأيسر من النهر وعرف بعد ذلك هذا الجانب بطيسفون ثم تتابع الملوك على العرش القرني في ايران والعراق واستمرت حروبهم ضد السلوقيين في بلاد سوريا هذا إلى حروب كانوا يصدون بها هجمات الاقوام الشمالية في بلاد ايران .

ولما تعاظمت سلطة الرومان في الشرق بعد سقوط الدولة السلوقية وقعت مصادمات بينهم وبين الفرثيين ونزاحموا على طرق التجارة والقوافل على الفرات وعبر الصحراء وكان الجيش القرني قوبا انتصر على الرومان في عدة معارك وأشدها معركة حران عام 53 ق م بين اورود القرني وكراسوس القائد الروماني في زمن يوليوس قيصر وقد انكسر فيها الجيش الروماني وابيد تقريبا عن بكرة أبيه وكانت الحروب بين القرنيين والرومان سجالا ولا مجال لذكرها هنا . ثم تم السلم بين الطرفين في زمن الامبراطور او غسطس ثم نشبت مجددا حرب شعواء في زمن الامبراطور نراجان، كانت نتيجتها ان ضمت الامبراطورية الرومانية أكثر ممتلكات الفرنيين في الغرب حتى انهم وصلوا الى طيسفون نفسها ، ولكن آخر محاولة للرومان لفتح بلاد فارس باءت بالفشل في معركة نصيبين الشهيرة

فقد تكبد فيها الرومان خسائر فادحة بالارواح والأموال .

انشئت في عهد الفرثيين مدن كثيرة في الصحراء العربية من العراق، وبلاد الشام، وكانت مراكز للقوافل العربية التجارية . ومنها مدينة ” البتراء ” قرب العقبة في موقع حصين بين الجبال حكم فيها الانباط واشتهر من امرائها في القرن الثاني قبل الميلاد الحارث وعبادة وغيرهما، ثم استولى عليها الامبراطور الروماني تراجان سنة 109 للميلاد وأصبحت بذلك موالية للرومان. ومدينة ” الحضر ” في العراق على الثرثار في وسط الصحراء بين دجلة والفرات وكانت مركزا للقوافل في الجزيرة الشمالية وموقعا هاما بين القوتين المتناحرتين الفرس من الشرق والرومان من الغرب . ولعل زمن تأسيس مدينة الحضر برجع الى قبل القرن الميلاد واستمر سلطانها إلى منتصف القرن الثالث للميلاد . حكم هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها، والتي كانت تعرف حينذاك بالآرامية باسم ” عربابا ” سلالة عربية منذ القرن الأول للميلاد واشتهر من ملوكها نصر ورئيس الكهنة وابنه سنطرق الأول الذي يرجح انه كان معاصرا للملك الفرثي أولغاش الأول (51) – 77 م ) . ثم أعقبه ملوك آخرون منهم عبد سميا وابنه سنطرق الثاني الملقب بملك العرب. وكان آخر ملوك الحضر، على ماجاء في المصادر العربية الضيزن الذي في زمنه حاصر سابور

الأول الساساني المدينة واحتلها في نحو عام 270 للميلاد أو بحسب تقدير آخر في نحو عام ( 240 – 250 م ) . ولم يقم لها شأن بعد ذلك. وسيرد ذكرها في كلامنا على القاعة الحضرية، القاعة السادسة عشرة

اشتهر الامراء الفرثيون بالفروسية والصلابة وكانت هناك منازعات مستمرة فيما بينهم ازدادت شدنها في السنوات الاخيرة من حكمهم لاسيما في بلاد فارس وحدثت ثورة داخلية طوحت بالعرش الفرني وهو ان اردشير الفارسي الساساني ثار على ارطبان الخامس الملك القرني وقضى عليه عام 226 للميلاد وشكل سلالة فارسية ساسانية في البلاد

ورثت عن الدولة الفرثية جميع ممتلكاتها .

Leave a comment

تابعنا

© جميع الحقوق محفوظة - موقع تاريخ العراق